هناك نكتة قديمة تقول “بيقولك مجموعة صعايدة ماشيين طابور ورا بعض وقعوا كلهم في حفرة واحدة” الذي جعلها نكتة هو أنه من المنطقي أنك إذا رأيت الذي أمامك يسقط في حفرة فيفترض أنك تتجنبها، لكن لأنك غبي فقد استمريت في المشي حتى سقطت مثله في نفس الحفرة. لكن هل تصدق أن هذه ليست نكتة؟ وأنها في واقعنا السياسي المصري تتكرر بشكل مستمر. حيث نسير خلف بعضنا البعض ونرى الذين أمامنا يسقطون في حفرة لكننا نستمر في المشى حتى نسقط في نفس الحفرة.
في الأسطر التالية سوف أكتفي بإلقاء الضوء على حفرتين شاهدنا الذي أمامنا يسقط فيها لكننا أصرينا على فعل مثله والسقوط في هذا الفخ المكرر.
غلطة الإسلاميين التي يكررها العسكري
غلطة الإسلاميين: الجميع يسعى إلى القوة، ومن وسائل القوة في عالم السياسة هو كثرة الأنصار، فتعقد تحالفات وتجمع الرجال والقوى من حولك، لكن كما نقول دائماً “الشيء اللي يزيد عن حده ينقلب ضده” فإذا تركت الباب مفتوحاً لأي شخص لكي يقف بجوارك فهنا ستخسر ولن تكسب. هذا ما حدث مع التيار الإسلامي، فلم يهتموا بمن يؤيدهم ويقف معهم، يأتي شيخ متشدد ويسب المخالفين -مش مهم طالما معانا-، وآخر يسب المسيحين بألفاظ نابيه – مش مهم أصله معانا وهما يستاهلوا-، سيدنا جبريل صلى في رابعة – يا سيدي عديها ماشي الحال-، سيدنا محمد بيرسل السلام لأبو اسماعيل – عادي يعني ممكن-، منافق شهير يأيدني -يا سيدي ما ممكن يكون تاب إلى الله-، مرسي خرج من السجن ليحكم مثل سيدنا يوسف – دا تشبيه بلاغي-، مرسى مؤيد من الله – ومالة يا سيدي- وعشرات الأمثلة. حيث ترك التيار الإسلامي أي شخص من أي تيار ليكون بجوارهم طالما يهاجم الخصوم، حتى وإن كان هذا الشخص مصطفى بكرى في جلسة مجلس الشعب أو صبحي صالح في هرتلة تليفزيونية وو. وإن هاج الناس ضد هذا الرأي فهم يقومون بمعاتبه من نوع “كخ كخ عيب متعملش كده تاني” ثم يقولون لك “أهو عاتبناه أهو شوفتوا”.
النتيجة: وبالطبع كانت النتيجة أن قطاع عريض أصبح لا يثق فيهم، فكثرة “الزبالة” حولك ستجعل من ينظر من بعيد لا يرى جوهراً نظيفاً بل أكوام من القمامة. لقد خسر الإسلاميون كثيراً بسبب تركهم “كل من هب ودب” لأنه فقط متوافق معهم، فاختفى المعدن النفيس خلف أطنان القمامة.
ويفعلها عسكري: اصطاد الجيش وبمهارة فائقة وبواسطة قطاع الإعلاميين الموالي له ولجهاز الشئون المعنوية أخطاء الإسلاميين، فأظهروا أكوام القمامة المتجمعة حولهم وسعوا للتركيز عليها بل وكانوا يسعون إلى إعطاء هذه القمامة مايكروفون وتركهم يتحدثون بحرية أدت إلى تشويههم أكثر. وبهذا تمكن من ضرب شعبيتهم في مقتل ثم الإطاحة بهم. والآن ومن المنطقي ألا يقعوا في نفس الحفرة، لكن هيهات يا عزيزي إنها العقلية المصرية الخارقة. السيسي ومحمد ابراهيم مثل موسى وقارون -عادي يعني دا تعبير-، الاخوان خوارج كفار -أيوا ما هما كده فعلاً الله يا أخي-، هرتلة طبية واختراع الفنكوش -مش يمكن يكون بجد-، رقاصة وعاهرة وفنانة تطلع تتكلم وتقول الإسلام بيقول -ايه يا أخي يعني هتحجر عليها-، قاضي يجامل بأحكام غريبة -متتدخلش في أحكام القضاء-، ظابط يغلط وأحميه من العقاب -مين قالك إنه غلط بس-، رجل أعمال صديق أروح مجاملة بكام مليار -أصله وقف معايا والصديق وقت الضيق-، فبرك أخبار ضرب نار والعثور على قنابل – مين قالك إنها مفبركة يا إرهابي إنتا-.
النتيجة: المصداقية أصبحت صفر، لو حد ضرب عليك نار بجد هنشك إنها كذبة مثل السابقة، الشخص الذي تهاجمه لو كان فعلاً مخطأ فلن نصدقك فربما تكون أنت تفتري عليه كما فعلت في السابق، المحترمون يبتعدون من حولك حتى لا يكونوا في نفس الصف مع الشواذ والعاهرات.
الدرس: من حقك أن تجمع أي عدد من الأنصار حولك، قم بعقد تحالفات، ومن الطبيعي ألا يكون كل حلفاءك بنفس توجهك الفكري وإلا كانوا في فريقك وليس فرق أخرى حليفة، لكن لكن لكن… لابد أن يكون هناك حد أدنى من المبادئ والأخلاق والقيم لا تتنازل عنه، حافظ عليه حتى وإن جعلك وحدك، فأن تظل نظيفاً ووحيداً خيراً لك من ان يكون حولك العشرات لكنك أصبحت قذراً.
التعالي: غلطة البرادعي التي كررها الإخوان
البرادعي والبداية: عاد البرادعي إلى مصر بعد أن أنهى فترة خدمته في الوكالة الدولية، وأكثر من 40 عاماً من العمل عالمياً، وهذا جعله “أيقونة” بالنسبة لقطاع من أنصاره، واكتسب احترام الكثير من المصريين -ليس الجميع بالطبع-. ثم جاءت التعديلات الدستورية، ودعا البرادعي إلى “لا” وجاءت النتيجة بنصر تاريخي لـ “نعم”. وهنا ثار “البردعاوية” وأتهموا الشعب أنه “متخلف” ومش فاهم، والبرادعي سابقنا بـ 3000 سنة، ووو. وسواء كان قرار البرادعي واختياره صحيحاً أم لا لكن الطريقة التي تعامل بها هو وأنصاره مع الشعب -وهناك تسجيل صوتي شهير له يسب معظم البلد- خاطئة تماماً. لم يحاول البرادعي أن يفهم الشعب، ولم يعرف كيف يتعامل مع الواقع ويرى كيف يصلحه، لكنه سخر هو وأنصاره من الجميع. والنتيجة الآن أن شعبيته في أضيق الحدود، حتى أنه أصبح يعيش بعيداً عن مصر. ربما كان محقاً في بعض أفكاره لكن تكبره هو وأنصاره جعلهم يخسرون وجعل المصريين يقفون مع الطرف الآخر حتى وهم يعلمون أنه خطأ.
وكررها الإخوان: بعد الإطاحة بنظام حكم الإخوان، وتأييد ملايين المصريين للقرار، وحدثت المظاهرات وأحداث رابعة، ورقص البعض على “تسلم الأيادي”، وهنا رأي الأخوان وأنصارهم أن الشعب “غلط”، وهنا قرروا أن يطبقوا ما فعله البرادعي، انتشروا بشكل أشبه بمرض نفسي “وفش غل” يسبون الجميع بأنهم “حمقي وأغبياء وعبيد وكلاب ووو“، أذكر أنني سألت شخص في يوم من الأيام لماذا تقول على هذا الشخص “عبيد بيادة” فقالي لي “عشان هو كده” فسألته “طيب لما تشتمه هيفوق ويقف معاك ولا هيتمسك بالآخر أكثر -اللي مش بيشتمه” فقالي “لا مش هيرجع عشان هو عبد“. يعني الخلاصة مش هدفك إن الناس تفوق وتفهم، مش هدفك إنهم يقفوا معاك، إنتا فقط بتفرغ طاقة وشوية عقد نفسيه، عاوز تهين الآخر والسلام وتوريه إنه أقل منك درجة، زي ما البرادعي وأنصاره عملوا لما فشلوا في الانتخابات وبدلاً من البحث في أسباب الفشل والعمل عليها شافوا إن الأسهل هو إنهم يظهروا إن الغالبية ليست معهم لأن هذه الغالبية أقل منهم درجة ومنزلة ومستوى فكري ومش هيوصلوا لفكر “البوب” الذي يسبقهم بـ سنين ضوئية.
الدرس: عندما يقف فريق مع المعسكر المضاد لك، ابحث عن طريقة لإعادته لك، إذا تعاليت عليه، أظهرته غبي، سببته، فهذا لن يحركه ليكون في معسكرك بل سيزداد التصاقه بالمعسكر الذي لا يسبه، وإذا قال له من هو معهم أن علينا القضاء على الآخرين، فسيجد نفسه يوافق أنه لابد أن يقضى على هذا الآخر الذي يتكبر على ويراني أقل منه منزله ودرجة ووو. وشاهد صفحة الحوادث وسترى نصف جرائم القتل بسبب إهانة وسباب، فالإهانة في بلادنا عقوبتها القتل.
*ملاحظة: أعلم أن هناك من سيقول أن كلا الطرفين يسب الآخر، هذا صحيح لكن إن كنت أنت على حق وهو فاسد وعلى باطل، فمن الطبيعي أن يسب ويسخر ويفعل الباطل كل المنكرات، لكن لماذا يفعل الحق هذا؟ هل هدفك الثأر الشخصي أم نصرة الحق؟
الخلاصة:
1- من الحماقة ألا تدرس أسباب فشل الآخرين قبلك، فتكرر نفس الأخطاء التي فعلوها. فالذكي هو الذي يتعلم من أخطاء الآخرين ولا ينتظر حتى يجرب بنفسه.
2- ضع هدفك النصر لفريقك لا لنفسك، من يدافع عن الحق يكون ذو أخلاق وطباع تفضيل المصلحة العليا والدين على مصلحته الشخصية لأن النصر لفريقه ودينه سيعود عليه، أما من يدافع عن الباطل فهو يريد النصر لنفسه لأنه يعلم أن النصر لفريقه لن يحقق له شيئاً فهو مع الباطل.
مقال رائع يستحق القراءة
تسلم ع مقال الروعه ربنا يخليك لينا ومايحرمناش منك انت مدرسه يابن سامي نتعلم منها الكثير
You actually make it seem really easy with your presentation however I find this topic to be really something which I believe I might by no means understand. It sort of feels too complex and very broad for me. I am taking a look ahead in your subsequent put up, I will attempt to get the hold of it!