لا أحد ينكر أهمية الإعلام في زماننا المعاصر، فهو الذي يوجهه الشعوب يميناً ويساراً لذا يسعى من بيده الأمر إلى فرض السيطرة على الشعوب وعمل توجيه و “غسيل مخ” لهم بواسطة الإعلام، وقد سبق وتحدثت في مقالي الخاص بـ تجارة الجهل عن كيفية تسويق الجهل للشعوب وأن الأطراف السياسية مستفيدة منه -تابع هذا الرابط-، كما أن من أهم وسائل الإتجار بالجهل هى خداع المتابع بمجموعة من الأرقام التي لا يفهمها كما شرحت في خدع رقمية -راجع هذا الرابط-. وفي هذا المقال سوف نتعرف على أسلوب خداعي وهو كيف تجري استطلاعات رأي حقيقية وتكون بالنتيجة التي تريدها.
لماذا تجري استطلاعات الرأي؟
تسعى أي جهة سواء سياسية أو تقنية أو اقتصادية لإجراء استطلاعات رأي للتعرف على الشعوب والأسواق، وفي الدول العربية وبسبب الصراعات السياسية فيكون هناك الحاجة ضمن منظومة التضليل الإعلامي أن تقدم لمتابعيك استطلاعات رأي تشير إلى تفوقك وشعبيتك لكي لا يشعر متابعيك بإحباط وتفتر عزيمتهم على المقاومة، أو يهدم جزء من قبضتك التضليلية عليهم. وهنا يكون الحل استطلاع رأي والتي تتم بطريقتين:
1
استطلاع وهمي: وهو أن تعلن جهة ما سواء الحكومية أو الخاصة أنها أجرت استطلاعاً للرأي وجاءت النتيجة بتأييد كاسح وكبير لقرارات وتوجهات الجهة التي نشرت استطلاع الرأي هذا، وعادة لا يصدق أحد هذا الاستطلاع ولا يعلم أحد متى تم ولا أين وما هى الفئات أو أو أو ووو.
2
استطلاع حقيقي موجهه: وهو استطلاع للرأي ينشر ويضم أرقاماً دقيقة بعدد من شاركوا والأعمار والمحافظات وتفاصيل تشعر القارئ أنه حقيقي ومحايد، لكن الحقيقة غير ذلك حيث جاءت النتيجة أيضاً متوافقة مع توجهه القائمين عليه. لكن عادة تكون نسبة الرفض هنا أكبر من النوع الأول.
كيف يتم التزييف؟
لأن الجهة التي تقوم على استطلاع الرأي لها توجهه وليست محايدة -راجع مقال الانحياز عبر هذا الرابط– لذا فهى تريد أن تخرج نتائج استطلاع الرأي بما يخدم مصالحها، لكنها تسوق نفسها أمام متابعيها بأنها جهة محايدة، لذا فهى تريد استطلاع رأي موجهه وليس مزور، ويكون بأن تجري الاستطلاع في أماكن تؤتي بالنتيجة المرجوة. فمثلاً تريد الدولة أن تخرج نتيجة استطلاع الرأي بأن الشعب يؤيد إلغاء دعم الخبز والتموين مثلاً، وهنا تنشر فرق لأخذ الأراء بحيادية تامة فما سيقوله من نأخذ رأيه هو بالفعل ما سيسجل وينشر دون تلاعب لكن الخدعة هى أننا سنذهب في كل محافظة إلى الأحياء الأكثرة قوة شرائية وثراءاً ونأخذ رأيهم في الدعم، وبالتالي سيكون التوجهه الأساسي للإجابات هى تأييد رفع الدعم، سيكون هناك من يرفض لكن الثقل هنا لمن يؤيد الرفع.
أمثلة لاستطلاعات رأي:
- تريد نتيجة أن الشعب يريد إعانة بطالة: ركز استطلاع الرأي في الفئة الأكبر بطالة -خريجي الجامعات- وأيضاً كبار السن من الطبقة المتوسطة ممن يعانون من عدم عمل أبناءهم.
- تريد نتيجة أن الشعب مع السيسي: وجهه استطلاع الرأي في المناطق الأكثر ليبرالية وثراء وفي فئات عمرية أكبر سناً، ومحافظات مثل القاهرة والمنوفية والغربية والدلتا وسوف تحصل على النتيجة المرجوة.
- تريد نتيجة أن الشعب ضد السيسي: وجهه استطلاعات في محافظات الصعيد وسيناء ومرسى مطروح، اسأل طلبة الجامعات وخاصة الأزهر،
هل سبق وسمعت نتائج لاستطلاعات الرأي ولم تقتنع بالنتيجة لكن لم تستطع اثبات أنها مزورة؟ هل عرفت السبب الآن؟
مقالات السلسلة:
- سلسلة أ ب معرفة [1]: المقدمة
- سلسلة أ ب معرفة [2]: الانحياز
- سلسلة أ ب معرفة [3]: أذون الخزانة
- سلسلة أ ب معرفة [4]: البحث عن معلومة
- سلسلة أ ب معرفة [5]: خدع رقمية
- سلسلة أ ب معرفة [6]: مليارات المرور والأولوية لمن
- سلسلة أ ب معرفة [7]: بنك المشاعر
- سلسلة أ ب معرفة [8]: ابتعد عن الراحة
- سلسلة أ ب معرفة [9]: انا بنسى كثير (صوتي)
- سلسلة أ ب معرفة [10]: كيف تحصل على أفكار مبهرة؟
- سلسلة أ ب معرفة [11]: كلام في الموازنة
- سلسلة أ ب معرفة [12]: جهز الحقل للمطر (صوتي)
- سلسلة أ ب معرفة [13]: كلام في الشخصيات
- سلسلة أ ب معرفة [14]: أسئلة المعرفة السحرية
- سلسلة أ ب معرفة [15]: القوقعة عدو المعرفة الخفي
- سلسلة أ ب معرفة [16]: مبحبوش يا بابا
- سلسلة أ ب معرفة [17]: تزييف استطلاعات الرأي
- سلسلة أ ب معرفة [18]: وهم الكمال
أعتقد ان مضمون هذا المقال يعرفة غالبية الناس للآسي واﻵسف
اهااا، المقال دا مفيهوش جديد بالنسبة لحد، لكني هبقى محتاجة مستقبلاً في مقالاتي فعاوزه يبقى منشور وأقول للناس كما ذكرت سابقاً في مقالي كذا وأحط الرابط
ولهذه الأسباب جميعاً يجب أن تشمل الإحصائية جميع شرائح المجتمع قدر الإمكان ..
تذكرت وانا اقرأ المقال خداع و وهمية و تضليل الكثير من تصويتات اليوتيوب ، لانه ببساطة لن يدخل على فيديو فنان ما إلا من كان معجب فيه و يبحث عنه بالفعل.. وبالمقابل اذا بحثت عن شيء تقني مثل الجيلبريك ستجد التصويتات اكثر مصداقية ( بحسب فائدة المقطع )لأ ن من دخل على المقطع يريد المحتوى و النتيجة لا صاحب القناة نفسه..
هذه كانت مقارنة بسيطة لشرح وجهة نظري في عدم دقة إحصائيات اليوتيوب كمثال.. دمت بود
عندي ملاحظة يامحمد اخويا عن استخدام الوسوم او الكلمات الدلالية عندك, وما اعرفه انه يجب ان تكون احد كلمات عنوان المقالة على الاقل ضمن الوسوم, وكما ترى بالقال اعلاه لاتوجد اشارة لا للعنوان ولا لأهم كلمة وردت بالمقال وهي ” استطلاعات الراي”
وبما انك تعنون المقال باللغتين العربية والانجليزية فياحبذا تكون الوسوم باللغتين…
هذا من باب النصيحة لمن نحبهم والا فانت الاعلم والاكثر خبرة مني وهذا هو الحق وليس مجاملة..
لذيذه الفكره
Hola! I’ve been reading your website for a long time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Kingwood Texas! Just wanted to say keep up the excellent job!