في المقال الذي يحمل رقم 12 من سلسلة “أ ب معرفة” بعنوان جهز الحقل ثم استعد للمطر (لم ينشر وسجل فقط صوتياً عبر هذا الرابط) ذكرت مقولة شهيرة وهى “عندما يستعد الطالب يظهر المعلم”. ويقصد بها أن تكون مستعداً وتجهز نفسك وعندما تستعد بالشكل الكافي سوف تظهر لك الفرص المناسبة، لكن هل هذا معقول؟ ألن تظهر الفرص إلا إذا كنت مستعداً؟ وما المقصود بالاستعداد؟ وكيف يعلم المدرس أن الطالب مستعد فيظهر له؟ وهل هذه المقولة حقيقية أم خرافة شهيرة؟
البعض يرى أن المقولة غير صحيحة عند النظر إلى المعنى الحرفي لها، فالرزق سيأتيك سواء أردت هذا أو لم تريده، فإذا كان هناك درس أو معلم جيد فسيقابلك في حياتك سواء كنت مستعداً أو غير مستعد، لذا فالنظرة المباشرة إلى المقولة تجعلها خاطئة، لكن مهلاً لماذا لا نطبق ما شرحته في مقال جهز الحقل؟ والذي فيه ضربت المثال بالفلاح الذي ظل يدعوا الله أن يأتي المطر فقابله العجوز وأخبره أن يجهز حقله للمطر أولاً، فتجاهل الفلاح نصيحة العجوز ثم ظل ينتظر المطر -المدرس- إلى أن جاء اليوم الذي هطلت فيه الأمطار بشدة -جاء المدرس- وكان سعيداً بهذا الأمر، لكنه فوجئ بعدها أن الأمطار التي انتظرها طويلاً -المدرس المنتظر- قد دمر حقله وأغرق الزرع وهنا فهم سر نصيحة العجوز بأن يستعد للمطر. هذه القصة هى السر خلف المقولة.
كم شخص قابلته أو سمعت به في حياتك أنه كان أمامه فرصة X ولم يقتنصها وذهبت إلى غيره وحققت له الثراء أو الشهرة أو أو؟ بالطبع هذا رزق الآخر لكن الله لا يجعل الأمور تحدث في الدنيا دون سبب، السر وراء ترك الشخص للفرصة هى أنه لم يكن مستعداً لها فلم يعرف أنها فرصة وتركها تذهب، فبسبب أنه غير مستعد فقد جاءت الفرصة وذهبت دون تحقيق أي استفادة منها. هذا الأمر يتكرر كثيراً في حياتنا، فقد تقابل فرصة عمل، أو سفر إلى مكان ما ولا تدرك لأنك غير مستعد أن هذه الرحلة حقاً فرصة لا يجب أن تضيعها، الأمر نفسه يحدث في العلاقات والصداقات وحتى الزواج فقد تقابل إنسان/إنسانة في حياتك ولأنك غير مهيأ وغير مستعد فلا ترى أنها الشخص الأفضل لك، فتمر الأيام وتزداد خبراتك وتفكر في الزواج فهنا تتذكر هذه/هذا الشخص كان الأفضل لك وتندم لأنك أضعتها من بين أيديك.
يقصد بالمدرس الفرصة وليس المعنى الحرفي، أي أن الفرصة تظهر عندما يستعد لها الطالب
الخلاصة:
سواء أردت أو لم ترد فسوف يرسل لك الله المدرس أو الفرص التي تساعدك للوصول إلى كل أحلامك، لكن لأنك غير مستعد فلن تستفيد منها. أي يمكننا أن نعيد صياغة المقولة لتصبح “عندما يستعد الطالب فإنه يستطيع رؤية المدرس”. بدون استعداد سوف يأتي مدرس وثاني وثالث ورابع لكنك لن تراه لأنك غير مستعد لهذا. وبمجرد أن تستعد فسوف تجد المدرس فتظن أنه ظهر لأنه مستعد، لكن الحقيقة أنه ظهر مراراً وتكراراً لكنك أنت لم تكن تراه.
*ملاحظة: تنسب هذه المقولة إلى “بوذا” لكنني بالبحث وجدت أن هذا الأمر غير صحيح
والله شوف ياعبدالمعطي افندي:
في ناس خدمهم الزمان وحالفهم الحظ, وفي ناس منحوسين ابن منحوسين ابن ثلاثين منحوسين
يجلس مستعد ومستريح ورايح جاي وهذاك هوه الحظ العاثر
بقدر ما اؤمن بالعلم والخبرة والتخطيط, بقدر ما اؤمن بالحظ
عن نفسي لو كان ماتركه لي والدي-الله يطول بعمره- يساوي عشر ما اطمح اليه لكنت وفرت اكثر من نصف التعب والقلق الذي اعيشه
خذ مثال: لما ابوك يسافر بريطانيا وياخذك معاه وعمرك 3سنوات فهنا يخدمك الزمان بحيث تحصل على لغة بمنتهى السهولة لو جلست طول عمر ابوك وتقرأ وتتعلم بطول عمر اللي خلفوك يمكن تحصل على نص اللي حصلته في سنة…
متفق معاك، ممكن ناس الظروف تخدمهم لكن بالأساس علينا نحن أن نبني ولا ننتظر الظروف والحظ
كمان اتفق معاك يامعلم
فكرت نضر سديده