كل شيء في يوم من الأيام كان مجرد فكرة؛ السيارات، الهواتف، الطائرات، البنوك، حتى الدول المتقدمة وأساليبها وقوانينها في يوم من الأيام كانت أفكار ظهرت في أذهان أشخاص، أشخاص عباقرة عبر التاريخ. ومع اعترافنا أن البعض خلقه الله بعقلية وذكاء يفوق المتوسط الطبيعي، لكن كيف يمكن للشخص العادي أن يطور أفكاره ويأتي بأفكار مبهرة أيضاً؟ في الأسطر التالية سنستعرض ذلك.
في هذا المقال سنتناول:
- الأفكار التي تجول في أذهاننا وعددها.
- لماذا نتجاهل بعض الأفكار.
- أهمية تسجيل الأفكار.
- خطوات عملية لتطوير الأفكار وتنميتها.
- سر وآلية العمل التي تعتمد عليها هذه الطريقة.
دراسات كثيرة سعت لمعرفة عدد الأفكار التي تمر في ذهن الإنسان في اليوم الواحد، متوسط الأرقام تدور حول 4-5 آلاف فكرة يومياً -ذكر البعض 50 ألف-، هل تصدق هذا الرقم!!! بالطبع نسبة ضخمة من هذه الأفكار تعد تافهه وبسيطة لكن ضخامة الرقم يعني أنه ربما يجول في ذهنك يومياً 10 أفكار مثلاً جيدة، ربما تكون الفكرة استثمارية أو لتحسين علاقتك مع غيرك في حياتك الشخصية أو العمل، أو أفكار خاصة بدولتك وحل مشاكلها أو في دراستك وغيرها. لا يهم نوع الفكرة لكن المهم أنها موجود. الآن ماذا يحدث عندما يأتي أحدنا فكرة جيدة؟
عندما يجول في أذهاننا فكرة جيدة فإننا نسرح معها قليلاً ونستمتع بها ونردد في داخلنا “يااااه لو الفكرة دي اتحققت” وبعدها ننشغل عنها ونتركها، إما ننساها وهو غالباً ما يحدث أو نراها مستحيل التنفيذ لأسباب عديدة، أو فقط ندعها تمر بدون سبب. لكن الحقيقة أن هذه الفكرة ما هى إلا جنين ولد وإذا لم تحتضنه سريعاً فسوف يموت، فكم مرة رأينا مشروع ناجح أو سياسي مخضرم يذكر فكرة وتقول “كانت في بالي زمان دا، ياااه عالدنيا يا جدعان، بس بس بس كذا كذا دي مكانش ممكن تيجي في بالي، هى فكرتي بس هو طورها “. أظن أن هذا الأمر حدث معنا جميعاً بشكل أو آخر وهذا يعني أننا نحن الأشخاص العاديين يأتي في أذهاننا أفكار تأتي أيضاً لمن نراهم عباقرة. فكيف نفعل مثلهم؟ تابع معي هذه الخطوات:
الخطوة الأولى: عندما تأتيك أي فكرة فقم فوراً بكتابتها، إذا كنت شخص كسول فقم بكتابة 3 أسطر فقط عنها، لا يوجد ورقة وقلم فسجلها في جهازك الذكي -وظيفة الأجهزة الذكية هى هذه الأمور وليس الجيمز والشات-، إذا كنت كسول جداً ولا تريد أن تكتب فقم بفتح مسجل الصوت وسجل دقيقة واحدة عن فكرتك. المهم تسجل أي حاجة لو رجعت إليها بعد فترة تذكرك بالفكرة.
الخطوة الثانية: كرر الخطوة رقم 1 مع كل الأفكار الجيدة التي تأتي إليك، لا تقم بالتصنيف، لا تقل هذه فكرة مستحيلة، لا تقل أن إمكانياتك لا يمكنها تحققيها، لا تقل ظروف البلد لا تسمح، لا تقل هذه ليست في مجالي فأنا مهندس وهذه فكرة طبية مثلاً. فقط سجل أي شيء إنتا شايفه مناسب.
الخطوة الثالثة: خصص يوم واحد على الأقل شهرياً، يوم واحد أو حتى نصف يوم، خصص 5 ساعات، في الوقت الذي حددته لنفسك قم بإحضار الأوراق التي سجلت فيها كل أفكارك، أو التسجيلات الصوتية أو أو وصنفها، هذه فكرة اقتصادية، هذه فكرة للعمل، وأخرى سياسة، ورابعة في التعليم وخامسة، أي ستقسمهم إلى مجلدات أو ملفات.
الخطوة الرابعة: بعد تقسيم الأفكار قم بالإمساك بكل مجلد أو كل تصنيف واقرأ ما كتبت أو استمع للتسجيلات الصوتية، وهنا ستجد مفاجئتين، الأولى أن الفكرة التي سجلتها قد زاد عليها الآن جزء آخر بسيط أي تطورت، والمفاجأة الثانية هى أن بعض الأفكار الأخرى في هذا التصنيف بدأت تكون روابط مع بعضها البعض، فقم بالتعديل على كل فكرة وأضف الجديد الذي وصل ذهنك إليه.
الخطوة الخامسة: كرر هذا الأمر بشكل منتظم ويمكنك أن تناقش بعض من تثق فيهم في هذه الأفكار “العصف الذهني-BrainStorm”
سر الفكرة
الفكرة في أعلى هى ابتكار شخصي، ربما بالطبع يكون هناك من ذكرها قبلي لكن بالنسبة لي فأنا لم أقرأها في مكان، اعتمدت فيها على عدة أمور:
الأول: هو أن العقل الواعي الذي نتعامل به قاصر جداً ويستطيع أن يركز على أمر واحد أساسي وآخر ثانوي، ويدير ما لا يزيد عن 40 عملية -bit- في الثانية طبقاً لبعض الاحصائيات. لكن العقل الا واعي يقدره البعض بـ 11 مليون عملية في الثانية، لذا عندما تقرر بعقلك الواعي ـ ذو الـ 40Bit- التفكير في الفكرة ثم صرف النظر فإن عقلك الا واعي -صاحب الـ 11 مليون- لا يزال يفكر في هذا وقطع شوط طويل فيها دون أن تدري، لذا فنريد استغلال هذه الطاقة الخرافية في تطوير الأفكار.
ثانياً: يوماً بعد يوم تزاد مهاراتنا وخبراتنا، فعندما تأتينا فكرة اليوم ونحكم عليها أنها غير ممكنه فإن هذا الحكم نابع من مهارتنا وقدراتنا الحالية، بعد شهر أو شهرين أو سنة تتطور القدرات، وعندما نتعرض لنفس الموقف فإن حكمنا عليه سيكون طبقاً للقدرات الجديدة. لذا أريدك أن تسجل الفكرة لتعرضها على نفسك في المستقبل لتراها بقدراتك الجديدة.
ثالثاً: لأن عقلك الباطن كما ذكرنا له طاقة خرافية لذا ففي بعض الأيام يطرح عليك الفكرة X من زاوية اليمين، ثم بعد أسبوع تكون تفكر في أمر ما فيربطه بالفكرة X وتعرض عليك بشكل جديد، لكن عقلك الواعي البطيء لا يستطيع أن يربط بين هذه الفكرة والتي طرحت قبل أسبوع. لذا فنسجل الأفكار ونصنفها معاً ثم نعرضها أمامك العقل البطيء -الواعي- وهنا ستفاجئ كما ذكرت أن بعض هذه الأفكار هناك روابط بينها وستجد فكرتك تكبر وتتطور بشكل يفوق خيالك.
كلمة أخيرة:
- اقترح عليك صديقي القارئ تحميل تطبيق Evernote على هاتفك أو حاسبك مهما كان نوعه وتسجيل الأفكار فيه، يمكنك تسجيلها بشكل صوتي أو مكتوب.
- ما طرح هو مجرد بذرة وليس النهاية ويمكنك التعديل على الطريقة طبقاً لظروفك الخاصة.
- أتمنى ألا يركز البعض في أرقام مثل 11 مليون bit للعقل الا واعي ويرد علي “لالا الرقم الصحيح هو 5 مليون”، أخي العزيز اجعلها 300 ألف فقط وليس مليون، المهم المعنى وليس الرقم -بلاش روتين 😀 -.
- الفكرة والخطوات كما ذكرت هى من بنات أفكار، فإن كان هناك من سبقني وذكرها فلا بأس ولا يهم، المهم تنفذها
تذكر: الفكرة جنين إذا لم تحتضنه سريعاً فسوف يموت، وهو جنين لأنه إن لم ينمو فلا فائدة منه
مقالات السلسلة:
- سلسلة أ ب معرفة [1]: المقدمة
- سلسلة أ ب معرفة [2]: الانحياز
- سلسلة أ ب معرفة [3]: أذون الخزانة
- سلسلة أ ب معرفة [4]: البحث عن معلومة
- سلسلة أ ب معرفة [5]: خدع رقمية
- سلسلة أ ب معرفة [6]: مليارات المرور والأولوية لمن
- سلسلة أ ب معرفة [7]: بنك المشاعر
- سلسلة أ ب معرفة [8]: ابتعد عن الراحة
- سلسلة أ ب معرفة [9]: انا بنسى كثير (صوتي)
- سلسلة أ ب معرفة [10]: كيف تحصل على أفكار مبهرة؟
- سلسلة أ ب معرفة [11]: كلام في الموازنة
- سلسلة أ ب معرفة [12]: جهز الحقل للمطر (صوتي)
- سلسلة أ ب معرفة [13]: كلام في الشخصيات
- سلسلة أ ب معرفة [14]: أسئلة المعرفة السحرية
- سلسلة أ ب معرفة [15]: القوقعة عدو المعرفة الخفي
- سلسلة أ ب معرفة [16]:مبحبوش يا بابا
- سلسلة أ ب معرفة [17]: تزييف استطلاعات الرأي
I think other web-site proprietors should take this web site as an model, very clean and great user genial style and design, as well as the content. You’re an expert in this topic!
I really appreciate this post. I have been looking all over for this! Thank goodness I found it on Bing. You have made my day! Thank you again