خلال الفترة الماضية مررت ببعض الظروف النفسية الصعبة مما دفعني للابتعاد عن الكتابة لمدة تقارب الشهر لم أكتب خلالها سوى مقال “من فضلك اترك الكتالوج“. سبب هذا الأمر هو قبولي لأداء الخدمة العسكرية. ربما يبدو هذا الأمر عادياً بالنسبة للكثيرين، لكن لي فكان أشبه بكارثة للكثير من الظروف الخاصة والتي لا يمكنني كتابتها علناً لأنها أمور شخصية. لكن هذا الظرف قد مضى والحمد لله، وفي الأسطر التالية أروي تجربتي مع الفحوصات للخدمة العسكرية وما أنوي عليه مستقبلاً.
في البداية كنت أفكر في الهرب وعدم التقدم، فالمتبقى لوصولي إلى سن 30 سنة أقل من 3 أعوام وبعد وصولي إلى هذا العمر أذهب إلى الجيش وأعرض للمحاكمة ويتم التصالح ودفع مبلغ لن يتجاوز وقتها 5 آلاف جنية وهذا المبلغ لا يقارن بخسارتي في فترة الجيش، لكنني قررت اللجوء إلى نصيحة من هم أكبر مني سناً، فنصحني والد صديقي “محسن” بالتقدم و “إعمل الصح” وهو الأمر الذي أكده بعض ممن أثق في رأيهم، وعليه بدأت في الإجراءات وكانت البداية مع الفيش العسكري وأنني فوجئت أن منصب “شيخ الحارة” لا يزال هاماً ولابد من وجوده. وكانت الأيام ما قبل التجنيد عصيبة لي لكنني علمت أن هناك قاعدة وزن في الجيش تقول: إعفاء لمن كان وزنه يفوق 150% وزنه المثالي، ولأن طولي 175 أي وزني المثالي 75 كيلو، أي رقم 150% يساوي 112 كيلو جرام، وكان وزني وقتها 119 كيلو، لكنني قلت لابد أن يزيد قليلاً ، لذا الإنطلاق في الطعام وأكل كل شيء أراه أمامي إلى أن وصل وزني صباح يوم الكشف الطبي إلى 125 كيلو جرام. وجاء اليوم المنشود
بالطبع لم أنم جيداً في هذا اليوم وذهبت في السادسة صباحاً إلى الهايكستب، وكنت 4 شخص يدخل هناك، واستقبلنا العساكر وجهزوا الأوراق وتحركنا نحو مبنى التأكد من صحة الورق ثم الوزن بالزي العسكري، وعند صعودي إلى الميزان وجدت أمامي الطول 174 والوزن 120 أي أقل 5 كيلو من الوزن الذي أعرفه في الخارج، ثم ذهبنا إلى مبنى الكشف الطبي وهناك تعلمت درس في الحياة عن أن العقل والعين يمكنهما أن يألفا أي شيء ولو كان غريباً. فدائماً كنت أفكر كيف سأظل لساعات بالشورت الداخلي فقط أمام عدد كبير من الأشخاص، لكنني وجدت أن هذا الأمر عادياً وأن المخ البشري عندما يرى كل ما حولك يقوم بنفس الشيء فهو يلغي أن هذا الأمر غريب أو غير مألوف، فكنا جميعاً “بالشورت فقط” لكننا نقف “عادي جداً” ونتحدث ونهزر، وهذا الأمر أكده أيضاً “كشف الجراحة الأسطوري 😥 “.
الجدير بالذكر أن الفحوصات كانت تفوق كل العلم الطبي المعروف، فمثلاً تمكن الطبيب من معرفة ضغطي وعدد نبضات القلب بالنظر وبدون استخدام سماعة طبيب وهو أمر أعجز عن معرفته، فقط قال لي ضغطك 120/80 والنبض 75، وتنقلت بين الفحوصات الفائقة والتي كانت كلها تشيد بلياقتي البدنية والصحية الغير عادية، حتى انتهى الفحص ووجدت نفسي أمام الجندي الذي يستلم الورق ويخبرنا أن نذهب لاستلام استمارة 110 جند الخاصة بالالتحاق بالجيش، إلا أن العسكري هذا قال لي “عاوز ختم موافقة على وزنك”، فذهبت للظابط والذي قال لي “اصعد على هذا الميزان، لالا انتقل إلى هذا، عد للميزان الأول، ….” الخلاصة أن الضابط وصل أن طولي 175 ووزني 121 فقام بالحساب ووجد أنني زائد 9 كيلو عن الحد الأقصى، فنظر لي ثم قال “تعالى فحص باكر” وهذا أعطاني فرصة.
فحص باكر هذا يعني أن أعود وآتي مرة أخرى للفحص، وبالفعل عدت في يوم الفحص التالي، وبعد أن تركونا لساعات دخلنا للفحص وهنا كان هناط ضابط كارهه نفسه والبشرية كلها وحلفان إن الكل هيدخل جيش، فذهب له شخص يعاني من “تقوس” فقال له “مش تقوس قوي يعني …. لائق خش”… وشخص آخر ذهب طوله مطبوع بالكومبيوتر 159 سم والطول الأدنى في الجيش 160 سم فقال له الظابط أعطني الورق، وشطب 159 وكتب 162 وقال له ” كده إنتا لائق خش الجيش”، وآخر قال له أشتكى من حساسية على الصدر فقال له افحص “باطنة” وبالطبع طبيب الباطنة لم يجد مشكلة فأخذ “لائق”، أما أنا فقال لي “أشفط بطنك، ارفع إيدك، تعالى يمين، شمال، نزل كمر الشورت شوية ، اااه اااه اااااااه تمام تمام، لائق خش”. أنا سمعت دا والدنيا بقت سوداء، أنا لبست جيش يعني ممكن أطلع وعندي 30 سنة. فذهبت لقائد المنطقة العسكرية واشتكيت فقال لي أنهم يعملون بقانون التجنيد رقم … الذي صدر من مجلس الشعب سنة 1980 ويمكنني شراء القانون من منطقة كذا وووو….
وبعدها توجهت للحصول على 110 جند والتي حصلت عليها بعد 3 ساعات ونصف من الانتظار، وقررت تقديم تظلم طبي.
بعيداً عن تفاصيل الإرجاء والذهاب ليوم تسجيل التظلم، لكنني في هذه الفترة شعرت أنني خسرت كل شيء، سوف أصبح عسكري لا يحصل على 200 جنية شهرياً، وسأخسر منصبي كمدير تحرير لشركتنا، وسأخرج وأنا “ولا شيء” وسأخسر بعض الأمور الأخرى الشخصية، ومع مرور الأيام بدأت في تقبل هذا الأمر نفسياً وجاء يوم السبت 16 نوفمبر الماضي وذهبت إلى حلمية الزيتون للتظلم الطبي. وبعيداً عن طابور الكشف والزعيق ووو لكنني بعد 3 ساعات كنت أقف أمام باب اللجنة التي تنظر التظلم، ودخلت وجدت 2 عميد طبيب يجلسون ومعهم صف ظابط وأيضاً مجند، فقال لي العميد ماذا تشتكي فقلت “مكان عملية الناصور بيوجع تاني وكمان الوزن” فقال العميد للمجند “أوزنهولي” وبالفعل صعدت على الميزان وهنا كانت المفاجئة.
وجدت المجند يقولي لي “إنتا وزنك 130 كيلو، بس هو طولك كام فقلت له 175 سم، فقال المجند هذه الأرقام للعميد، فقال لي “روح بصمة” فقلت له “يعني إيه يا فندم” فهنا زعق وقالي “اطلع بره روح ابصم” فخرجت وأنا مش فاهم وقلت لعسكري على الباب “بيقولي بصمة” فقال لي العسكري “اقف مع زمايلك فالطابور” فوقفت معاهم ثم سألت الذي أمامي “هو دا طابور إيه” فقال لي ” إعفاء يا عم أخدنا إعفاء” فكنت لا أصدق وظللت في الطابور ثم تذكرت أنني تركت ملابسي وأنني لا أزال “بالشورت” وبعدما ما وصلت للجندي قمت “بالبصمة” ووجدته يقول لي “روح اتصور” فقلت له “فين” فقالي “روح” ثم ذهبت لمكان التصوير وبعد ساعة ونصف تقريباً تم النداء على اسمي فدخلت وتم التصوير وتم إعطائي ورقة مقطوعة صفحة وفيها رقم وقال لي “روح لمنطقة العسكرية يوم 30 نوفمبر” فقلت له “أروح اعمل ايه” فقالي “روح، واللي بعده يدخل”، وعندما خرجت قالوا لي أن هذا الرقم هو رقم الأعفاء الخاص بي.
حتى هذه اللحظة لازلت غير مصدق أنني حصلت على إعفاء وأنني لا يزال يمكنني الاستمرار في حياتي كما كنت أخطط لها، وأنني لم أفقد منصبي في الشركة وأنني مدنى حتى الآن، ربما لن أصدق إلا عندما تكون الورقة في يدي، وبعدها أخطط لعدة أمور من بينها:
- دراسة الإعلام سواء في آداب قسم إعلام أو كلية الإعلام.
- التوسع في المقالات والاهتمام بالموقع كما يفترض أن يكون.
- تخفيض وزني والذي وصل حالياً لـ 126 كيلو، يشكر وزني أنه أخرجني من الجيش لكنني الآن أعاني من ارتفاع في الأملاح واليورك أسيد والكوليسترول :'(
- أنوي إن شاء الله قبل نهاية 2016 إن شاء الله أن يكون أول كتاب من تأليفي قد صدر
- حاجة كمان سر خلوها لوقتها بقى 😀
الحمد لله موضوع الجيش عدى ونجوت منهم “نظرياً” فأدعوا، وأتمنى أن تخبروني رأيكم في المقالات وماذا تريدون أن أركز عليه الفترة القادمة، وعدد المقالات الأسبوعي المناسب وغيره من الأمور
مبروك علي الاعفاء بس كان عندي استفسار حضرتك انا 175 سم ووزني 142 لو روحت هاخد اعفاء ؟؟
لو سمحت كنت بستفسر انا روحت لجنة عليا و مكشفوش عليا اصلا و برضه كتبولي لائق اعمل ايه على الرغم اني عامل حادص في رجلي
لو سمحت كنت عايز اعرف هو عرض الصدر ده بيتقااس ازاي
طيب لو انا زايد 30 كيلو ادخل بردوه؟