من العبث أن تتحدث وتحاول استخدام العقل في الوقت الذي يكون فيه الفعل هو العامل الوحيد، لكنني قررت أن أتبع نصيحة أجاثا كرستي :”النصيحة الجيدة غالبا ما يتم تجاهلها ، لكن هذا ليس سببا لعدم إعطائها “، لهذا سأكتب لماذا لن أشارك اليوم رغم علمي المسبق بأنه لن يغير شيء في الواقع للأسف. وتعتبر هذه المقالة الجزء الثاني لمقالي “رأيي في يوم 30 يونيو وتقييمي لمرسي“.
صراحة أريد الاشتراك في مظاهرات اليوم وأكاد أجن ولا أستطيع التفكير سوى في هذا، لكنني قررت بعد التفكير المنطقي عدم المشاركة. محيط الأصدقاء من حولي كله يشارك تقريباً لأنهم يرون مرسي فاشل. حتى أنا شخصياً قمت بعمل تقييم للرئيس والنتيجة التي حصل عليها في عامه الأول رئاسة هى 30% أي راسب بتقدير ضعيف جداً، لكن كما يحدث في الجامعات فإن من يرسب في العام الأول فإنه يحصل على فرصة واحدة للتصحيح، وهذه الفرصة هى التي سأمنحها للرئيس.
وفي البداية أوضح موقفي من بعض النقاط التي يذكرها من يرفض النزول.
هذه الأسباب لم تمنعني
من يرفض النزول من المحايدين أو العامة أو المعارضين يسوق بعض الأسباب لكن أي منها ليس هو من منعني وهذه الأسباب مثل:
من أتى بالصندوق يرحل بالصندوق: نعم هذا صحيح فمن أتى بالصندوق يرحل به، لذا الدعوة لانتخابات مبكرة هى عودة مرة أخرى إلى الصندوق ليحكم، بالإضافة إلى اقتراح الاستفتاء على إجراء الانتخابات هو أيضاً عودة للصندوق.
لا يوجد دولة ديمقراطية تنقلب على الانتخابات: صديقي هل تصدق ما تقول؟ هناك عشرات الدول التي حدث فيها انتخابات مبكرة لأسباب متعددة، كما أن هناك دول ثار الشعب ضد النظام الحاكم والمنتخب بسبب إجراءات اقتصادية من وجهة نظرهم فاشلة وأرادوا اسقاطه، وقتل في هذه التظاهرات عشرات وإصيب مئات وآلاف وحرق ما حرق، وكانت آخر هذه الدول اليونان وأسبانيا، ولم نسمع محلل سياسي يقول في اليونان ” فلتنتظروا 4 سنوات وانتخبوا برلمان غيره”.
إذا سقط مرسي فسيسقط الإسلامين الرئيس القادم: نظرياً هذا صحيح، لكن بالعودة إلى ثورة 25 يناير فإن الموقف “الرسمي فقط” للإخوان كان عدم المشاركة في قرار فسره المرشد لاحقاً بأن السبب هو عدم إعطاء النظام حجة لقمع المظاهرات بتأييد دولي بحجة ثورة إسلامية. بإسقاط هذا الموقف على وقتنا الحاضر، فأولاً: سقوط مرسي يعني فشل الإسلاميين في حمايته، وبالتالي فمن فشل في الحماية فهو أضعف من أن يهاجم الرئيس القادم ويسقطة. ثانياً: ستكون ثورة من الإسلاميين فقط لاسقاط نظام الحكم، فلنا أن نتخيل الآن – طبقاً لكلامهم السابق- ماذا يمكن أن يفعله الشرطة والجيش في هذه الثورة وبتأييد دولي؟! … باعترافاتهم، باعترافتهم.
الوضع الاقتصادي لا يتحمل: هذا الأمر صحيح تماماً، لكن يمكننا وضع الحسابات أن هناك من الدول العربية والإسلامية وربما الغربية من يستعد لمساعدة مصر بالمليارات في سبيل عدم عودة الإخوان للحكم لخلافات تاريخية بينهم.
العنف وعدم السلمية: في ثورة يناير قتل 80 شرطي وأصيب 850 وحرق 102 قسم شرطة وأكثر من 100 مقر آخر، لكنها كانت سلمية، ولا أظن أن عدد القتلي والحرائق والإصابات ستتجاوز الرقم الخاص بالثورة السلمية السابقة… نعم من حرق وقتل في الأولى هو البلطجي، لكن أيضاً من يحرق في هذه الثورة هو البلطجي فلا فارق إذاً.
عودة النظام السابق: روح أقعد بعيد، سوف يكون هناك انتخابات ولو الشعب اختار مثل الثورة البرتقالية الأوكرانية أن يعود بالنظام السابق، فكيف ستمنع الشعب؟ الثورات ليست أديان من يخالفها يكفر كما يشعرونا في تصريحاتهم.
لن أنزل لأنني أريد طريقاً للغد:
أريد خطوة للأمام، أنا أريد أن يسقط مرسي، لكن أريد أولاً أن يكون لدى مجلس شورى ومجلس شعب منتخب حقاً. كان أمر رائع في الدستور أنه نص على حل مجلس الشورى بمجرد انتخاب مجلس الشعب، وهو إجراء صحيح تماماً ويوافق عرف حدث في الكثير من الدول سابقاً بأنه إذا تم إقرار دستور جديد فعليك أن تعيد اختيار مسئولي الدولة بناء على السلطات الجديدة، لكن الدستور للأسف أغفل منصب الرئيس لسبب لم يعلنوه، رغم أن سلطات الجميع تغيرت عن تلك التي انتخبوا من أجلها.
قرأت برنامج وخطة تمرد لما بعد مرسي والحق يقال أنها رائعة نظرياً، لكن يستحيل تحقيقها في أرض الواقع لأسباب كثيرة لن يتسع لها هذا المقام.
مرسي فاشل اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وإعلامياً… لكن لابد من الحصول على مجلس منتخب يحل محله، بعد ذلك وإن كان الرئيس حقاً يريد صالح البلاد فيمكنه التنحي عن منصبه لأن هناك من هو منتخب يمكنه إدارة البلاد، ومن حقه مرة أخرى ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، هذا ما أحلم به إن كان الأمر بيدي… لكن هذا لن يحدث، فالطرف المعارض يريد رحيل الرئيس حالاً، والطرف المؤيد يريد بقاءه 7 أعوام، لا لأنه ناجح لكن لمجرد العند في المعارضين وكأنه يصلح العند في البلاد.
لن أنزل لأنني لا أريد أن يسقط مرسي الآن، أريد أن أحصل على مجلس شعب ومجلس شورى ثم يسقط الرئيس… حتى وإن كنت واهماً، وقريباً إن شاء الله سوف أكتب مقالاً عن أخطاء مرسي القاتلة والتي لا أتمنى أن يكررها في عامة الثاني إن بقى، أو لا يكررها الرئيس القادم.
I really lucky to find this internet site on bing, just what I was looking for : D too saved to favorites.