ترددت كثيراً عند كتابة هذا المقال، هل على أن أكتبه الآن أم لاحقاً، فهناك مقالات مثل الجزء الثاني من نظرية البطاطس لم تنشر بعد، كما أن هناك تغيرات قادمة فبعد دقائق يتحدث الرئيس مرسي في خطاب إلى الأمة والذي يتوقع أن يكون مختصره عرض لإنجازات السنة وأرقام جميلة سمعنا أجمل منها من مبارك، وبعدين سيذكر أن هناك فلول ممولين من الخارج ويريدون عودة النظام البائد وأن على الشعب الابتعاد عنهم وسلمية سلمية وأن الرئيس يعلم كل المحرضين من شهور وغيرها مما سمعناه في كل خطاب. وحتى وقت صدور هذا الخطاب دعوني أطرح عليك رأيي في يوم 30 ومطالبه وبعض النقاط التي أريدك أن تفكر فيها معني، لكن قبل أن أبدأ العرض على أولاً أن أوضح. من أنا وما هى توجهاتي السياسية؟
البعض يحتسبني على المعارضين؛ فأنا منهم ولست منهم. البعض الآخر يراني من الفلول. وفي نفس الوقت قم بإنتخاب الأخوان في مجلس الشعب والنور في مجلس الشوري أما في الرئاسة فكان اختياري هو الدكتور محمد سليم العوا الذي أحلم أن أصبح مثله عندما أصل إلى مثل عمره والإعادة اخترت الرئيس الحالي محمد مرسي، أي أنني معارض للنظام لكنني -كنت- انتخبته في كل الانتخابات السابقة، وقبل الثورة كنت ممن يذهبون إلى الانتخابات ولديهم بطاقة انتخابية، وقعت على استمارة الحركة الوطنية للتغير للبرادعي، وأخيراً أيضاً وقعت على استمارة تمرد.
أما عن رأيي في اسقاط الرئيس فهو “لا ونعم لإسقاط مرسي”
الفشل الاقتصادي
أظن أنني المواطن العادي الوحيد في مصر لديه من الجنون ما يكفي ليجعله يقرأ الموازنة كاملة -تجدها في هذا الرابط– وكذلك التقارير المالية لوزارة المالية -تجد نسخة يونيو في هذا الرابط– وأضف إليهم تقارير البنك المركزي -موقع الجهاز في هذا الرابط-. الأرقام سيئة جداً، بعض النظر عن الأسباب لكن الأرقام سيئة حقاً، فأنت اقترضت في عامك الأول ما يقارب اقتراض مصر في 4 أعوام قبل الثورة. لقد حكم المجلس العسكري مصر 18 شهر أنفق فيها 20 مليار دولار من الاحتياطي بمتوسط 1.1 مليار دولار شهري، أما الرئيس مرسي فحكم مصر 11 شهر أنفق فيهم 11 مليار دولار (بالدين) أي معدله 1 مليار دولار يضاف إليهم رفع قيمة الدولار وخفض الجنية. أنا لست خبيراً اقتصادياً لكن المؤشرات كلها سلبية. وسوف أفرد نوتس للحديث عن أرقام في الموازنة وغيرها ومدعمه بصور “سكرين شوت” من الأوراق الرسمية.
نعم يحدث مظاهرات واعتصامات، لكن ألم يحدث أيام المجلس العسكري مثلها؟ ألم نرى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وتكرارهم وأحداث العباسية ووو. الكل يتحدث أن المجلس العسكري فشل في إدارة البلاد، ولم يذكر أحد أن الاعتصامات لها دور في هذا. لكن حالياً عندما نتحدث عن فشل مرسي تجد الكل يسارع قائلاً “إنتا مش شايف المظاهرات” فأرد عليه ” لا يا راجل هى المظاهرات جت من الفضاء لعهد مرسي ومظهرتش أيام طنطاوي؟!! دا إنتا محصلتش عنف مظاهرات زي أيام المجلس العسكري، دا كبيرك موقعة اتحادية مات فيها 9 زي اللي ماتوا في يومين في محمد محمود بس”
الخلاصة أنت فاشل اقتصادياً ودا اللي بتقوله الأرقام اللي أنت بنفسك بتصدرها
الفشل الخدمي
“هو أنتم فاكرين يعني إن الرئيس هيحل كل أزمات مصر في سنة، هيحل مشاكل 60 سنة في سنة واحدة، ووو” هذه هى الأسطوانة الأسطورية المتكررة بشكل يومي من المؤيدين، كإن الشعب يحاسب مرسي إن المشاكل موجودة، وقبل ما تعترض على ما أقول وتغضب دعنا نرى مثالاً وهو الدكتور باسم عودة.
لو أجرينا استطلاع للرأي حول أداء “باسم عودة” ربما يحصل على نسبة تفوق 80% وذلك لما لمسه الناس -وأنا لست منهم- من تحسن في أداء الوزارة، لكن طوابير الخبز في القاهرة تمتد لأكثر من 50 و 100 متر، البنزين والسولار هناك عجز فادح فيه وأزمة شبه مستمرة، البوتجاز لا تزال هناك مناطق بها عجز. فلماذا إذاً يحب الشعب باسم عودة؟ الإجابة هى أنهم شاهدوا تحسن. أزمة البوتجاز لم تختفي تماماً وتباع الأنبوبة بالسعر الرسمي، لكنها تحسنت بشكل ملحوظ، الخبز لم يصبح 5 نجوم لكنه أصبح 3 نجوم بدلاً من 1 نجمة سابقاً، وهكذا … أي أن باسم عودة تمكن في أول ثلاثة أشهر فقط أن يجعل مصر تتحدث عن أن هناك أمل في الدعم وجودته، نجح باسم عودة رغم أنه كان يقود وزارة بها فساد فادح لكنه نجح. حسناً دعنا الآن ننتقل إلى الرئيس مرسي.
الشعب سيكون مع الرئيس إذا شاهد بداية تحسن وليس حل الأزمات، لكننا رأينا الأزمات تزيد في بعض الأحيان، أي أنه ليس فقط لم يقدم تحسن، لكنه فشل في إيقاف التدهور فما بالك بتقديم تحسن، ونستعرض بعض النقاط التالية:
الأمن والجريمة: إيه التطور في الأمن والأمان والمخدرات التي أصبحت تباع علني أضعاف السابق؟!
المرور: يا ترى الرئيس حقق في 360 يوم اللي وعد به في ملف المرور إنه يحققه في 100 يوم؟
الزراعة: إيه أخبار المزروعات وأسعارها؟، طيب إيه أخبار القمح اللي الرئيس وعد بزيادة 30% ثم وجدنا أن هناك عجز وسالب 5%.
الكهرباء: الخطة الخمسية المذكورة في موقع وزارة الكهرباء هى خطة لمواجهة العجز والزيادة الاستهلاكية الشعبية، طيب وملايين المصانع الي بتوعد بيها، ألن تحتاج إلى كهرباء؟
المحليات: يا ترى إيه اخبار فساد المحليات؟ عينت لك 40-50 رئيس حى أخواني، قشطة ماشي طيب وإيه التحسن في المحليات؟
العقارات: سيادتك بتقول إنك بتهتم بالشعب، طيب اللي بيهتم بالشعب يخفض موازنة اسكان محدود الدخل 60% العام القادم، وهى في الأساس بوضعها الحالي لا تكفي ولا أحد كان بيلاقي شقق أسكان شباب؟
وغيرها وغيرها الكثير من القطاعات اللي يؤكد إنك فشلت في إيقاف تدهور الكثير من الخدمات، لا نقول لماذا لا تختفي المشاكل لكننا نقول متى يبدأ التحسن؟
بلاش مؤيدينك يضحكوا علينا وعلى نفسهم بوهم إننا عاوزين كل حاجة تبقى حلوه في سنة، إحنا عاوزين نشوف إيقاف تدهور وبداية تحسن زي باسم عودة، فقط بداية.
الفشل الاجتماعي والمجتمعي:
صباح الفل يا ريس، الشعب المصري بقى مستعد يقتل بعضه بجد، حضرتك سامع التطور في تصريحات الطرفين؟ المعارضين بيقولوا إيه “هنقضي على الأخوان”… سامع الإسلاميين بيقولوا إيه “نهاية الكفرة والعلمانيين”… نهاااااية نهااااية وهنقضي هنقضي، الأمر لم يعد اسقاط حكم مثل يسقط حسني مبارك، يسقط حكم العسكر، الاسقاط ينتهي بمجرد اسقاط النظام، لكنه أصبح طرف هيقضي على طرف، يعني بعد اسقاطه من الحكم لن تتوقف بل تستمر حتى القضاء عليه تماماً…. دي مصطلحات تشير ببوادر حرب أهلية. أه أنا يمكن ببالغ وعارف وقريت تحليلات نفسية لطبيعة الشعب المصري المتجانسة والرافضة للدماء.
ماشي يا ريس مؤيدينك هما الأغلبية ومعارضينك أقلية، والشعب معظمه محايد، مصر 85 مليون هيقعد 80 مليون بعيد وينزل 5 مليون يعني 6% من الشعب، وأنا موافق إن 4 مليون من اللي هينزلوا مؤيدين لك ومليون معارض، لكن أنت متخيل يا ريس صدام بين 4 مليون و مليون، المعركة بين 6% فقط من الشعب و 94% هيبقوا بعيد، أي معركة بين طرفين أقلية عارف إيه نتيجتها؟ أيوان: إنتا هتنتصر ومؤيدينك الأغلبية هيكسبوا، وهيرقصوا رقصة النصر وهيسجدوا شكراً، لكن وقتها هيرقصوا ويسجدوا على بقايا دولة
I like the efforts you have put in this, regards for all the great blog posts.